الثلاثاء، 29 يوليو 2008

السطو والسرقة على الهوية


السطو والسرقة على الهوية
السطو والسرقة على الهوية
بقلم هانى رمسيس
في ظهيرة يوم الاثنين 25 فبراير 2008 وفي قرية "بشتيل" التابعة لمحافظة الجيزة، هجم شخصان أحدهما (محجب أو محجبة ) على محل للصاغة وقتلا صاحبه القبطي "معوض فضل" ذبحاً من الوريد إلى الوريد ولاذا بالفرار!!!وفي ظهيرة يوم الأربعاء 28 مايو 2008 أقتحم مسلحان محل "كليوباترا" للمجوهرات بحي الزيتون بالقاهرة، وقتلا أربعة أقباط، هم صاحب المحل "مكرم عازر" وثلاثة من العاملين معه، وأصابا خامس، ولاذا المجرمان المحترفان -حيث لم يطلقا إلا ستة طلقات أسقطت خمسة ضحايا- بالفرار على دراجة بخارية!!وفي ظهيرة الجمعة 30 مايو 2008 وباشتراك ثلاثة شبان أحدهم منتقب، وبتخطيط من رابع كان يعمل بالمكان، وباستخدام سيارة سطواً على محل للمجوهرات بالإسكندرية صاحبه قبطي، وقد استولوا على 150 ألف جنيه، ولاذوا بالفرار.وفي نهار الثلاثاء 22 يوليو 2008، اقتحم اثنان محلاً للصاغة لصاحبه القبطي "منير فايق ونيس" بمحافظة كفر الشيخ، وبعد أن نهبا كل الذهب والأموال التي بداخله، ذبحوا صاحبه وفصلوا رأسه عن جسده، في مشهد مطابق لمشاهد الإرهاب الزرقاوي بالعراق، ولاذا بالفرار.لا يمكن أن تكون الصدفة وحدها هي الاحتمال الوحيد لتتابع وتماثل هذه الحوادث بهذه الكيفية، خاصة في بيئة تزداد فيها الطائفية كماً وكيفاً ونوعاً، حتى صار هناك ما يمكن أن نطلق عليهم "الإرهابيون الجدد".في البلاد المحترٍمة لمواطنيها -أو حتى نصف المحترمة- لا تترك هكذا ظاهرة لاحتمالات الصدفة، ولا تعهد بها للمتثاقفين والمتطرفين للّغو الفارغ، بل تعهد بها لمعاهد بحث في السلوك والجريمة والاجتماع وعلوم النفس، لتخرج لنا بتوصيات ونتائج وعلاجات للخلل والمرض.ولكن –والحال هكذا من التناحة واللا مبالاة– وقع الحادث الأول ولم نسمع به، ووقع الحادث الثاني فتبارى المسئولون في نفي شبهة الإرهاب –مع أن تاريخ مثل هذه الحوادث مازال ماثلاً للعيان- فوقع الحادث الثالث، فما هو في وجهة نظر الداخلية إلا حادث الصدفة،،، فوقع الحادث الأخير ليصبح الحادث الرابع في الخمسة شهور من فبراير إلى يوليو 2008، بمعدل حادث مكرر كل أربعين يوماً.في حادث الزيتون بالقاهرة تبارى الإعلام قبل الحكومة في نفي احتمال الإرهاب، وتخندق الجميع وأقسموا أن الهدف من الجريمة هو السرقة وحدها، وحمدوا الله وشكروا فضله على (نعمة السرقة)، ومع تكرار وتتابع وتماثل الجريمة لنا أن نسأل ما الفرق بين سرقة وإجرام على الهوية وبين الإرهاب وأعمال الجماعات الإرهابية؟؟نحن أمام احتمالين أحلاهما بطعم العلقم، فإما أن الجماعات الدينية الإرهابية عاودت نشاطها، وإما –وهذا أكثر خطراً- أننا أمام جريمة على الهوية الدينية، يقوم بها أناس عاديون أو مجرمون محترفون، رأوا في الذبح والقتل والسرقة على الهوية الدينية ثواباً عظيماً في الدنيا والآخرة.وما التقاعس في حماية الأقباط وفي حماية ممتلكاتهم ومقدساتهم، وتبرئة المعتدون عليهم، وإجبارهم على جلسات الصلح، إلا الثواب العظيم -في الدنيا- لهؤلاء المجرمين، وما تكرار كلمات مثل ثروات الأقباط وممتلكاتهم ونسب تمثيلهم في التجارة والصناعة، إلا تحريض صريح ضدهم وضد مصادر رزقهم.وأخيراً: نقول أن بعض الدول تعتبر مَن يمتلك سيارة ولا يمتلك فيلا من الفقراء، وبعض الدول تعتبر المجرمين على الهوية الدينية من الشرفاء، وتُصنّف مَن يخرج على الفضائيات ليحرض ضد الأقباط بأنه من المعتدلين ولا مانع أن تعطيه لقب مفكر وليبرالي أيضاً، طالما أنه أكتفى بالتحريض على الإرهاب ولم يخرج شاهراً سيفه.

ليست هناك تعليقات: