الأحد، 25 مايو 2008

تجديد الخطاب القبطى في المهجر

تجديد الخطاب القبطى في المهجر
كما نادت صرخة الاقباط على مدى الشهور الماضية تناشد فيهاالاقباط بتوحيد الجهود والعمل المنظم وان يعمل الجميع تحت ميثاق عمل قبطى واحد منسق ولذلك نشكر الاستاذ القدير منير بشاى على تقديم بعض الاقترحات ونتمنى ان تكون هذه الاقترحات محل اعجابكم ونتمنى التقدم الدائم للقضية بجهود منظمة موحده دون تشتيتبقلم منير بشاىنجاح أي عمل رهين بمدى مرونته وقدرته على تقييم الذات وتغيير المسار. وهذا ينطبق على العمل القبطي في المهجر. وفي رأيي أنه إذا أردنا لهذا العمل أن يستمر وأن يقوى، علينا أن نقف في لحظة صدق مع النفس ونسترجع الماضي ونتعلم منه كيف نخطط للمستقبل. ولا أظن أحداً يختلف على أن الوضع الراهن للعمل القبطي في المهجر يحتاج إلى تفعيل. فالأسلوب الذي ربما كان مناسباً منذ نصف قرن من الزمان لم يعد يساير احتياجات القضية ومتطلبات العصر ويحتاج إلى أن يرتقي إلى مستوى أعلى من النضوج. ورغم أن هناك محاولات للتحديث والتغيير فهي بطيئة ومحدودة. وهذا ما دفعني إلى تقديم بعض الاقتراحات من أجل محاولة تجديد خطاب العمل المهجري. مرة أخرى أؤكد أن هذه مجرد أفكار قصدت بها بدء الحوار. لست أدعي أنها شاملة كاملة بل هي قابلة للحذف والزيادة والتغيير. ويكفي أن يكون هذا المقال قد أدى الغرض منه لو نجح في إثارة اهتمام أكبر عدد من الناس ووضع الموضوع على طاولة النقاش من جديد. وفي اعتقادي أن تجديد الخطاب يتطلب منا: (1) أن ننتقل من مرحلة الصراخ إلى التعبير الهادف. لقد كان للصراخ دوره وأهميته في يوم من الأيام، وقد أدى الغرض منه ووضع القضية القبطية على الخارطة. ولكن آن الأوان أن ننتقل من هذه المرحلة إلى مرحلة أكثر تحديداً ووضوحاً، فالمزيد من الصراخ لن يفيدنا كثيراً، وعلينا أن نقدم الآن قضيتنا بأسلوب واضح محدد وبأسانيد قانونية منطقية لا يمكن دحضها. (2) أن ننتقل من مرحلة العمل العشوائي إلى العمل التخطيطي. في وقت من الأوقات كان كل من يستطيع عمل شيء يقوم به دون تخطيط أو تنسيق. يجب أن ننتقل من هذه المرحلة البدائية إلى مرحلة التخطيط المدروس. أن العمل العشوائي قد يبعدنا عن الهدف وربما يرجعنا إلى الوراء وهذا لا يخدم القضية بل يضرها. (3) أن ننتقل من مرحلة المثالية الساذجة إلى الواقعية العملية. علينا أن نعرف ما نريده وما يمكن أن نحققه. ليس من الحكمة تضييع الوقت والطاقة في مطالب نعلم أنها لن تتحقق، علينا أن نطالب بما يمكن تحقيقه ونسعى إلى تغيير المناخ الذي يساعد على تحقيق المطالب التي يصعب تغييرها في الوقت الحاضر. لا أنادي هنا بالمساومة على الحقوق ولكن استخدام الذكاء للوصول للهدف. (4) أن نتحول من الانغلاق على أنفسنا إلى الانفتاح على العالم. التأثير على الرأي العام له أهميته القصوى في النجاح. لن نستطيع تحقيق الهدف بمفردنا، علينا أن نعرف من يمكن أن يساعدنا وأيضاً من يمكن يضر مجهوداتنا، وعلينا أن نعرف كيف نكلم العالم الخارجي باللغة التي يفهمها. لم تعد قضايا حقوق الإنسان شأناً داخلياً بل هي قضايا لها صبغة العالمية تهم ذوي النفوذ في العالم. هؤلاء يجب أن نسعى إلى ضمهم إلى صفنا. (5) أن ننتقل من تصرفات الهواة إلى العمل الحرفي المؤثر. العالم اليوم يتجه إلى التخصص ويسمع ويقدر رأي ذوي التخصص. علينا أن نجند طاقات قبطية متخصصة في القضية سواء في القانون أو الإعلام أو السياسة، ومن حسن الحظ أنه أصبح لدى الأقباط الآن كوادر متخصصة في هذه المجالات. نحتاج أن نضع الشخص المناسب في المكان المناسب، وعلينا أن نسعى إلى الاستعانة بخبرات من الخارج التي لا تتوفر لدينا. (6) أن ننمو من مرحلة الذاتية إلى مرحلة الموضوعية. هناك من قد يعتقد أن اشتراكه في العمل القبطي يحقق لهم الوسيلة للشهرة أو الصعود للنجومية. مثل هؤلاء لا يعملون للقضية بل لأغراضهم الشخصية. وعلى هؤلاء أن ينمو من هذه المرحلة الطفولية وإلا سيكشفهم الشعب القبطي إن آجلا أو عاجلاً ويكون مصيرهم الفرز والاستبعاد. (7) أن نتحول من العمل الفردي إلى العمل الجماعي. نجاح العمل يتوقف على قدرتنا في أن نتخلص من الفردية ونعمل معاً بروح الفريق. هذا يتطلب مهارة خاصة وحس يتمتع بالمقدرة على العمل مع الآخرين ليكمل الواحد الآخر في انسجام وتناغم. الأفراد يوجدون اليوم ويختفون غداً أما العمل الجماعي فيستمر وتتضاعف قوته مع الأيام. ومن أجل هذا أتمنى أن نصل يوماً إلى توحيد جهودنا والتنسيق فيما بيننا كجماعة حتى وإن كان من الصعب توحيد صفوفنا. أدرك أن كتابة هذا الكلام أسهل من تنفيذه، وأعلم أن التنفيذ يحتاج إلى قدر كبير من البلوغ والانضباط في الشخصية وأسلوب العمل، بالإضافة إلى المزيد من الموارد والطاقات والكفاءات. ولكن أعلم أيضاً أن نجاحنا أو فشلنا –لا قدر الله- يتوقف على نوع الخطاب الذي ننتهجه هو محاولة للتحدي أضعها أمام نفسي وأمام إخوتي. قد يبدو الهدف صعب التحقيق بعيد المنال، ولكن المطلوب منا هو مجرد أن نبدأ. إن رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة.

ليست هناك تعليقات: